(( لاتسوف بالتوبة ))

كل من يتلمح العواقب ولايستعد لما يجوز وقوعه فليس بكامل العقل .
واعتبر هذا في جميع الأحوال , مثل أن يغتر بشبابه ويدوم على المعاصي ويسوف بالتوبة .
فربما أخذ بغته ولم يبلغ بعض ماأمل
وكذلك إذا سوف بالعمل أو بحفظ العلم ,فإن الزمان ينقضي بالتسويف ويفوت المقصود .
وربما عزم على فعل خير أو وقف شئ من ماله فسوف فبغت
فالعاقل من أخذ بالحزم في تصوير مايجوز وقوعه وعمل بمقتضى ذلك .
فإن امتد الأجل لم يضره , وإن وقع المخوف كان محترزاً .
ومما يتعلق بالدنيا قد يعادي بعض الأصدقاء ولايبالي به لأنه دونه في الحالة الحاضرة .
فربما صعدت مرتبة ذلك فاستوفى مأسلفه عليه من القبيح وزاد
فالعاقل من نظر فيما يجوز وقوعه ولم يعاد أحداً .
فإن كان بينهما ما يوجب المعادة كتم ذلك ,فإن صح له أن يثب على عدوة فينتقم منه انتقاماً يبيحه الشرع جاز , على أن العفو أصلح في باب العيش .
ولهذا ينبغي أن يخدم البطال , فإنه ربما عمل فعرف ذلك لمن خدم .
وقس على أنموذج ماذكرته من جميع الأحوال .
نقل بتصرف من كتاب صيد الخاطر .[center][b]

الله يجزاك خير


ويضعها في موازين حسناتك